أحد أبرز شخصيات هذا العصر وفي المنطقة العربية والعالم، التي جمعت بين الحكمة السياسية، والعطاء الاجتماعي، والفكري والأدبي، بل يمتد ليشمل إثراء المشهد الثقافي العربي عبر رؤيةٍ ثاقبة تجمع بين الأصالة والحداثة، فتح ثغرات كانت مغلقة لدى التاريخ وجعل من التراث هوية اعتبارية منفتحة على العالم. لا يقتصر دوره على قيادة إمارة الشارقة نحو التطور العمراني والاقتصادي فقط، بل جعل من الجبال والصحاري جناة الله على الأرض، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله، ارتقا بحياة المجتمع وشعبه فأصبح نموذجاً أبوياً ناجحاً يحتذى به، وقامة وطنية شامخة، أحد رموز الإنسانية، يحمل في جعبته الإرث الكبير وقلماً ومقولة وحكمة تحظى باحترام العالم المتحضر.
عدالة السرد واستعادة الحقائق وتصحيها، أقل ما يقال في خشخشة قلمه، يُعتبر سموه مؤرخًا جريئًا في طرحه المنصف للتاريخ، لا يميل للغث ويدفع بالتي هي أحسن، نالت جهوده البحثية لتصحيح الروايات التاريخية المُتحيزة والتي كُتبت عن منطقة الخليج العربي خلال حقبة متتالية استحسان جميع فئات المجتمع لما فيها من بساطة اللغة، ودائماً ما يدعو إلى قراءة التاريخ بعينٍ نقديةٍ بعيدة عن التبعية الفكرية. لأن الماضي بفكر سموه ليس منفصلاً، بل أساسٌ لفهم الحاضر واعمار المستقبل.
جسر ممتد يحمل معه الهوية والإبداع، يحتوي المجتمع ويجمعه ويعززه بالحكمة والعدالة البشرية، لديه إيمان راسخ بأن المجتمع بنائه يبدأ بالعلم والثقافة وحصاده الأخلاق وهويته التعايش يروح الإنسان، والثقافة هي العمود الفقري لأي مجتمعٍ متحضر يريد بناء حضارته ويضع اسمه بين الأمم. لذلك يشيِد سموه جسورا ثقافية ساعياً بأن تكون جسرًا للحوار بين الشعوب، وهو ما تجسَّد في فعاليات الشارقة مثل “بينالي الشارقة” للفنون المعاصرة، وبرامج التبادل الثقافي مع دول العالم. وفي الوقت نفسه، حافظ على الهوية المحلية وتراثها عبر دعم المهرجانات الشعبية والفنون التقليدية، مثل أيام الشارقة التراثية”، المهرجان التراثي في المنطقة، مؤكدًا أن الانفتاح لا يعني الذوبان، بل التفاعل الواعي الذي يُثري المشهد الاماراتي.
فلسفة سموه التي عمل عليها لأكثر من خمسين عاماً في “إمارة الثقافة”، تعكس فلسفةً أعمق كونه الحاكم، بل أباً للجميع، حمل معه إرثاً انسانياً يتشارك به مع شعبه، وثقافياً وأدبياً يعلم به أبنائه، وحارساً لمستقبل هذه الأجيال ليصنع وعيًا يجعل شعبه قادرًا على الحلم بمستقبلٍ لا ينفصل عن جذوره وهويته العربية والإسلامية.